تعرف على عمليه زرع الكليه وما هى مخاطرها ؟
عمليةُ زرع الكلية هي عمليةٌ جراحيَّة يجري فيها وضع كلية سليمة بدل الكلية التالفة في جسم المريض، إذ تتولَّى الكلية المزروعة عمل الكليتين المُصابتين بالفشل، بحيث لا يعود المريض في حاجة إلى غسل الكلية (الكلية الصناعيَّة). وخلالَ عمليَّة الزَّرع، يقوم الطبيب الجرَّاح بوضع الكلية الجديدة في أسفل تجويف البطن؛ ثمَّ يقوم بتوصيل شريان الكليةِ الجديدة ووريدها إلى الشرايين والأوردة الموجودة في الجسم. وغالباً ما تبدأ الكلية الجديدة بتكوين البول من الدم فور تدفُّقه فيها. لكنَّها، في بعض الحالات، يمكن أن تستغرق بضعة أسابيع حتَّى تبدأ عملها. يأتي الكثير من الكلى المزروعة من متبرِّعين أموات، كما يمكن أن يتبرَّع أحد أفراد أسرة المريض بكليته. لكنَّ انتظارَ الكلية الجديدة قد يطول أحياناً. وعلى المريض الذي أجريت له عملية زرع الكلية أن يتناول طوالَ حياته أدوية تجعل جسمه يتقبَّل الكلية المزروعة.
مقدِّمة:
الفشل الكلوي:
تفع الكليتان بين منتصف وأسفل الظهر على جانبي العمود الفقري. تتحكَّم الكليتان بكمِّية السَّوائل التي يحتفظ بها الجسم، وتُنتِجان البول من خلال تنقية وتصفية الدم من المواد الكيميائية الضارَّة، والتي تدعى السُّموم. كما تساعد الكلى أيضاً في الحفاظ على المواد الكيميائية الضَّرورية في الدم، مثل الملح والبروتينات والسكَّر. كما تساعد الكليتان أيضاً على تنظيم ضغط الدم في الجسم، ولهذا السبب يؤدِّي العديد من أمراض الكلى إلى ارتفاع ضغط الدم. لا يُعدُّ تضرُّرُ كلية واحدة مشكلة خطيرة، لأنَّ الكلية الثانية تستطيع أن تحلَّ محلَّها وتقوم بوظيفتها. ولكن إذا تعرَّضت الكليتان إلى الضرر، فقد يموت الشخص خلال بضعة أيَّام إذا لم يخضع لغسل الكلى للتخلُّص من السموم في الجسم. يحدث الداءُ الكلوي بمراحله الأخيرة عندما تعجز الكليتان معاً عن أداء وظيفتهما. ويحدث هذا أحياناً تدريجياً أو فجأة. فيما يلي بعض أسباب الداء الكلوي بمراحله الأخيرة:
- مرض السكَّري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الذِّئبة.
- العدوى المتكرِّرة في الكلى.
- الحصيات الكلوية.
- الكيسات الكلويَّة.
- التهاب الدَّم الذي يُسمَّى الإنتَان.
- الاستِعمال المستمر للمسكِّنات والكحول، وغير ذلك من الأدوية.
غسل أو زرع الكلية؟
يستطيع المرضى المصابون بفشل الكلى أن يختاروا ما بين غسل الكلى أو زرع الكلية. غسلُ الكلى هو إجراءٌ يقوم بوظيفة الكليتين للتخلُّص من السموم في الجسم. ويعتمد أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف مريض في الولايات المتَّحدة، على سبيل المثال، على غسل الكلى للبقاء على قيد الحياة. وغسلُ الكلى هو معالجة تُنقذ حياة مرضى الكلى. ومع ذلك، فإنَّه لا ينجز سوى عشرة إلى خمسة عشر بالمائة من وظيفة الكلية السليمة، لأنَّ معظم أنواع غسل الكلى لا تجري لمدة 24 ساعة في اليوم. وبذلك، فإنَّ الشخص الذي يعيش بكلية سليمة واحدة يحصل على 50-85٪ من وظيفة الكلية الطبيعية. هناك بعض المَنافِع لزرع الكلية؛ فالمرضى الذين تُزرع لهم كلية يعيشون عموماً لفترة أطول من المرضى الذين يستمرُّون في غسل الكلى، وذلك لأنَّ غسل الكلى علاج قاسٍ على الجسم، ويمكن أن يسبِّب مشاكل طبِّية أخرى. يقول الكثير من المرضى الذين يجرون عمليةَ الزرع إنَّ العملية قد حسَّنت من نوعية حياتهم. ويقولون أيضاً:
- إنَّه أصبح لديهم المزيد من الوقت، لأنَّهم لا يخضعون لغسل الكلى.
- وإنَّهم يشعرون بتحسُّن وبنشاط أكبر.
- وأصبح بإمكانهم الذهاب إلى العمل والسفر بسهولة أكبر.
إنَّ عملية زرع الكلية هي عملية ناجحة جداً. وتستمرُّ حوالي 95٪ من الكلى المزروعة بالعمل بعد مرور سنة من تاريخ العملية. وتدوم
الكلى المزروعة من 10 إلى 20 عاماً عادةً. من المهم أن يتذكَّر المريضُ أنَّ زرعَ الكلية هو علاج وليس شفاء. وأنَّ عليه زيارة الطبيب بانتظام، وتناول الدواء لتجنُّب رفض الجسم للكلية المزروعة.
التبرُّع من شخص حي أو ميت؟
هناك مصدران لزرع الكلية:
- كلية من شخص حي يتمتَّع بصحَّة جيِّدة، مثل أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الذي يتقدَّمون للتبرُّع (متبرِّع حي).
- كلية من شخص ميت (متبرِّع ميِّت).
وهناك عدةُ مَنافِع لعملية زرع الكلية من متبرِّع حي:
- تدوم الكليةُ من متبرِّع حي مدةً أطول من كلية المتبرِّع الميت، لأنَّها تُستأصَل من متبرِّع يتمتَّع بصحَّة جيِّدة في غرفة العمليات، وتُزرع على الفور في جسم المريض. تدوم الكليةُ من متبرِّع حي 15-20 سنة عادةً، بينما تدوم الكلية من متبرع ميِّت10-15 سنة.
- لا يُضطرُّ المرضى الذين يحصلون على كلية من أحد أفراد العائلة أو صديق إلى انتظار كلية من شخص ميت. ومن غير الضروري أن يكون المتبرِّعون الأحياء من أقرباء الدم للمريض، كما تجري عمليةُ الزرع من متبرِّع حي بسرعة عادة.
- يمكن تحديدُ موعد عملية الزرع من متبرِّع حي في الوقت المناسب، وعندما يصبح المريض بصحَّة أفضل.
- التبرُّع بكلية من شخص حي هي عملية آمنة، ويستطيع المتبرِّعون العيش حياة طبيعية، والتمتُّع بصحَّة جيِّدة بعد العملية الجراحية.
تقييم الحالة الصحِّية للمريض وجراحة الزرع:
يتألَّف الفريقُ الطبِّي الذي سيشارك في عملية الزرع من العديد من الاختصاصيين. وهم سيعملون مع المريض لضمان نجاح عملية الزرع بأفضل ما يمكن. سوف يلتقي المريض بطبيب جرَّاح، وطبيب كلى، وممرِّضة منسِّقة لعملية الزرع، ومرشد اجتماعي لعملية زرع الكلية، ومنسِّق مالي، وغيرهم من أعضاء فريق الزرع خلال التقييم. إذا رغب المريضُ بإجراء أيَّة عملية من عمليتي الزرع، فأوَّل خطوة عليه القيام بها هي الخضوع لتقييم طبِّي في مستشفى الزرع. ويتطلَّب التقييم إجراء فحوصات طبِّية كثيرة. لا يكون جميعُ الناس مؤهَّلين لتلقِّي كلية. ولذلك، سوف يخضع المتلقِّي لتقييم طبِّي كامل للتحقُّق مما إذا كان مؤهَّلاً لإجراء عملية الزرع. كما يجب الاتِّصال بمستشفى الزرع لمراجعة نتائج التقييم ومعايير القبول. ينطوي التقييم على إجراء فحوصات دم وبول، وصور بالأشعَّة السينية، وفحوصات لوظائف القلب والرئة، للتأكُّد من أنَّ الجسم قوي ويمكنه الخضوع للجراحة وتقبُّل الكلية الجديدة. تقوم لجنة اختيار المرضى المؤلَّفة من فريق متعدِّد الاختصاصات بمراجعة نتائج تقييم المريض، واتِّخاذ القرار المتعلِّق بأهليته لإجراء عملية الزرع. وفيما يلي ثلاث نتائج ممكنة:
- توافق اللجنة على وضع اسم المريض على لائحة الانتظار، أو تحدِّد موعداً لإجراء عملية زرع من متبرِّع حي.
- تطلب اللجنة إجراء فحوصات إضافية للتقييم.
- ترفض اللجنة إدراج اسم المريض على لائحة الانتظار.
مخاطر عملية زرع الكلية ومضاعفاتُها:
عمليةُ زرع الكلية هي عملية آمنة نسبياً. ومع ذلك، هناك مخاطر ومضاعفات محتملة مرتبطة بأيَّة عملية جراحية. وعلى الرغم من أنَّه من المستبعَد حصولها، يجب أن تُعرَف هذه المضاعفات قبل أن يقرِّر المريضُ الخضوعَ لعملية الزرع. سوف يقيِّم فريقُ الجراحة والتخدير مخاطر هذه العملية الجراحية، ويشرحونها للمريض. وتشمل هذه المخاطر:
- العدوى التي قد تتطلَّب تناول المضادَّات الحيوية لفترة طويلة، وربَّما الجراحة.
- النزف، إمَّا في أثناء العملية أو بعدها. وقد يحتاج المريضُ في هذه الحالة إلى نقل الدم أو إلى عملية أخرى.
- الالتهاب الرئوي.
- جلطات دموية، حيث يمكن أن تحدثَ في الساقين بسبب عدم الحركة بعد الجراحة.
- الموت خلال أو بعد هذه العملية نادر جدا لكنه يبقى احتمال ضئيل
بعد جراحة زرع الكلية:
الخلاصَة:
تعدُّ الكلى من أعضاء الجسم الضرورية التي تنقِّي الجسم من المواد الضارَّة. ويستطيع المرضى الذين يصابون بفشل كلوي إجراء علاج غسل الكلى أو زرع كلية من متبرِّع ميت أو حي. تكون عمليةُ الزرع ناجحة جداً، وتدوم الكلى المزروعة ما بين عشر إلى عشرين سنة تقريباً. ويعيش معظمُ المرضى الذين يجرون جراحة الزرع حياةً أطول وأكثر نشاطاً وحرِّية من الذين يعالجون بغسل الكلى. إذا كان المريضُ يرغب بزرع كلية، يجب استِشارة الطَّبيب، ثم الاتِّصال بمركز لزرع الأعضاء للبدء بإجراءات التقييم.