النزيف الهضمى هل يمكن الشفاء منه ام لا ؟
يتألَّفُ جهازُ الهضمِ من المَريءِ والمَعِدَةِ والأمعاءِ الدقيقةِ والأمعاءِ الغليظةِ، أو القولون، والمستقيمِ والشَّرج. يمكنُ أن يحدثَ النَّزفُ في منطقةٍ أو أكثرَ من جهازِ الهضم. كما يُمكنُ أن يكونَ هذا النزفُ بسيطاًً إلى حدِّ أنَّه لا يمكنُ كشفُهُ إلاَّ بالتحليلِ المختبري. النزفُ الهَضميُّ ليسَ مرضاً، بل عَرَضٌ لمرض، لأنَّ هناكَ الكثيرَ منَ الأمراضِ التي تسبِّبُ نزفاً هضمياً. التنظيرُ هوَ الاختبارُ الأكثرُ استخداماً للبحثِ عن سببِ النزفِ الهضمي. يجري في التنظيرِ استخدامُ أداةٍ مرنةٍ تدخلُ عبرَ الفمِ أو الشَّرجِ لرؤية السبيلِ الهضميِّ منَ الداخل. وهناكَ نوعٌ منَ التنظيرِ لفحص الأمعاءِ الغليظةِ يُسمَّى تنظيرَ القولون.
جهازُ الهضم:
يُعرَفُ جهازُ الهضمِ أيضاً باسمِ الجهاز المَعِدي المَعَوي (الهضمي). ويستعرضُ هذا القسمُ بنيةَ ووظيفةَ مختلف أجزاءِ جهازِ الهضم. يمرُّ الطعامُ بعدَ مضغِهِ وبلعِهِ في المريء الذي يُسمَّى أيضاً "أنبوبَ الطعام"، ثمَّ يصلُ إلى المعدةِ، حيث يجري هضمُهُ جزئياً. ينتقلُ الطعامُ بعدَ هضمِهِ في المعدةِ إلى الأمعاءِ الدقيقة، حيثُ تستمرُّ عمليةُ الهضم، ويحدثُ الامتصاص. تُقسمُ الأمعاءُ الدقيقةُ إلى ثلاثةِ أقسام: الاثناعشريُّ والصَّائمُ واللفائِفي. يصلُ الطعامُ المهضومُ، الذي لم يُُمتَصَّ في الأمعاءِ الدقيقةِ إلى القولون، أو الأمعاءِ الغليظة، حيث يجري امتصاصُ العناصرِ الغذائيَّةِ المتبقِّيةِ، ويتشكَّلُ البراز. بعدَ ذلك، يجري تخزينُ البرازِ في القسمِ الأخيرِ من القولون، بين السِّينيِّ والمستقيم، قبلَ طرحِهِ إلى الوسطِ الخارجي.
يتألَّفُ القولونُ منَ الأجزاءِ التَّالية:
- القولونُ الصَّاعد.
- القولونُ المُستعرض.
- القولونُ النَّازل.
- القولونُ السِّيني.
- المستقيمُ والشَّرج.
الأعراض:
تعتمدُ أعراضُ النزفِ الهضميِّ على موضعِ النزفِ وغزارتِه. علاماتُ النزفِ الهضميِّ العُلويِّ هيَ وجودُ الدمِ في قيءِ المريضِ وبرازِه. ويمكنُ أن يكونَ الدمُ في القيءِ أحمرَ قانياً أو أسودَ يشبهُ طحلَالقهوة. علاماتُ النزفِ الهضميِّ العُلويِّ في البِرازِ هيَ:
- البرازُ الأسود.
- برازٌ يشبهُ القطران (الزفت).
- الدمُ الأسودُ الممزوجُ بالبراز.
- البرازُ الملطَّخُ أو المُغلَّفُ بدمٍ أحمر.
تظهرُ علاماتُ النزفِ الهضميِّ السُّفلي في البرازِ، ولا تظهرُ في القيء، وهيَ:
- البرازُ الأسود.
- برازٌ يشبهُ القطرانَ (الزفت).
- الدمُ الأسودُ الممزوجُ بالبراز.
- البرازُ الملطَّخُ أو المغلَّفُ بدمٍ أحمر.
يُطلَقُ على النزفِ الشديدِ المفاجئِ اسمُ "النزفِ الحاد"، وهوَ يترافقُ عادةً معَ ما يلي:
- آلامٌ في البطن.
- إسهال.
- دوخةٌ أو إغماء.
- شُحوب.
- ضيقٌ في النَّفَس.
- وَهَن.
الأسباب:
التشخيص:
المعالجة:
تعتمدُ معالجةُ النزفِ الهضمي على سببِ النزف. والنزفُ الهضميُّ عرض، وليسَ مرضاً أو حالة طبِّية. قد يستطيع الطبيبُ في أثناء التنظير إيقافَ النزف الهضمي الذي يكتشفُه.
وهو يقوم بإدخال أدوات عبر المنظار من أجل:
- حَقن مواد كيميائيَّة في مكان النزف.
- معالجة مكان النزف باستخدام مِجَسٍّ حراري، أو تيَّار كهربائي، أو بالليزر.
- إغلاق الأوعية الدموية بشريطٍ أو مِشبك.
إذا فشلَ التنظير، يمكن اللجوءُ إلى تصوير الأوعية لحقن دواء أو مواد أخرى. وهذا ما يُمكن أن يضبط بعضَ أنواع النزف. لكنَّ وقفَ النزف يمكن أن يحتاجَ أحياناً إلى جراحةٍ أو إلى مُعالجاتٍ أخرى. يقوم الطبيبُ بمعالجةِ المرض أو الحالات الصحِّية التي تسبِّب النزفَ حتَّى يمنعَ تكرُّرَه.
والأمراضُ التي يمكن أن تُعالج هي:
- العدوى بجرثومة المحلزنة البوَّابية (جرثومة المعدَة).
- القَلَس المَعِدي المَريئي.
- القرحات.
- البَواسير.
- البوليبات (السَّلائِل).
- الداء المعوي الالتهابي.
إذا كان النزفُ ناجماً عن سرطان، فقد تكون الجراحة ضروريةً لاستئصالِ السرطان ووَقف النزف. إذا كان المريضُ يعاني من فقرِ دمٍ شديدٍ، فمن الممكن أن يحتاجَ إلى نقل الدَّم. إذا كان النزفُ الهضميُّ ناجماً عن التهاب بطانة الأمعاء، عندئذٍ تُوصَف للمريض أدويةٌ تُعالج هذا الالتهاب. لا يمكن اكتشافُ سبب النزف الهضمي في بعض الحالات. وهذا ما يحدثُ في حالاتِ النزف البطيء. ولذلك، لابدَّ في هذه الحالات من متابعةِ مراقبة المرضى عن كَثَب من قبل الطب